د. محمد الحميدي
مرت على الإنسان اليمني2551 يومًا منذ بداية الحرب وهو يُصارع ماخلفته هذه اللعنة الدامية من تراكماتٍ مليئة بالمآسي والوجع.!
آثار هذه الحرب وتفاقمها على المستوى الإجتماعي جعلت الجميع يبحث عن ضوءِ بسيط يُشعرهم بأنهم لازالوا على قيد الحياة، هاربين من حالة التيه والتخبط وفاجعة الموت اليومية ! .
من خرجوا بالأمس وفي أيديهم الورود الداعية للحب والسلام ليسوا من الملائكة، ولم يكونوا ايضًا شياطين.!
البعض هزّته حالة الغضب من هؤلاء الباحثين عن لحظة تخرجهم من واقع المأتم والسجن الكبير ، لكنهم بالمقابل لم تهز مشاعرهم تلك الدماء التي تسيل يوميًا وحالة التشظي التي تأخذنا جميعًا إلى الهاوية! .
تأملوا جيدََا بعض الشعوب تستعدٌ للإنتقال إلى الفضاء للعيش “هناك”
بينما نَحْن نعيش بلا ضـوء.! وبلا راتب.!
ومؤخــراً.. بلا كـرامـة.،
نريد أن نعيش ونتعايش دون أن يخنق أحدنا الأخر، يكفي أن سقطنا في وحل التنافر حتى أصبحنا غرباء داخل الوطن، ندور في دوَّامةِ خارج مسار التعافي.! ولن تنتهي.
حالة الشتات والتقزم والتخندق الغير مبررة والغير محمودة يجب أن تذهب، بعد إن غدونا خارج أسوار الوطن، يغتالنا المنفى باليوم ألف مرة ونموت ألف موته.
ما جدوى من إستمرار خلافاتنا ونحن قد فقدنا ما نختلف لأجله.!
معركتنا الكبرى اليوم هي إستعادة اليمن وبناء مؤسساته ورفع قدرات المواطن والحفاظ على اللحمة الوطنية والتراب الوطني .! تمعنوا في هذا جيدا