تجربتي مع حزب المؤتمر اثناء الفتوه

ماجد ياسين
كنت الشبل الوحيد في المنطقة الذي يحصل على بطاقة عضوية إنتساب للمؤتمر في عمر مبكر حينها لم يتجاوز عمري الثامنه ذلك أن جل أصحابي من الفتيان يحصلوا على بطائقهم الاصلاح كون المركز الذي كنت فيها كان الاصلاح ذو نفوذ قوي وسلطة واسعة لهذا من الطبيعي أن يتم إستقطابهم في سن مبكرا
فيما كنت أنا واشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين مع المؤتمر فأخترت المؤتمر لشيئين ذلك بأن أبي كان مديرا لفرع المؤتمر في المركز والاخرى بأني تعاملت كمواطن وطالب درجة ثانية في مراكز التحفيظ رغم مستواي المتقدم حتى أني أتذكر بأنه تم تكريم العديد من المبرزين في إحتفال المنطقة وأسقطوا إسمي فقط لأني أمتلك لمثل هذه البطاقة الزرقاء فيما هم يمتلكوا بطاقة صفراء فكنت بالنسبة لهم مواطن من الدرجة الثانية
ذلك أن بداية الصحوة الإصلاحية كان هنالك تعصب قوي للجماعه وكأنها دين وليس ولكم أن تتخيلوا وسط هذا التعصب انك تقطن في بيئة قروية لتعيش بين مرين تعصب الجماعه وجفاء التعامل ومع هذا ظللت أصارع هذا مع اشبالهم هم يبعدوا صور الخيل من منازل اقاربهم وأنا أبعد صور الشمس من منازل اقاربي لكن لم يكن لاحد ليتمادي لتمزيق صور من منزل مواطن هو من أرتضى لوضع صوره في منزله تلك قيم بأن للبيوت قداسة وحتى لا تقع في الممنوع الذي قد يعرضك للنقد من أهلك وأبناء قريتك
أعترف بأن لتلك الظروف تأثير سيئ لبروز شخصيتي النرجسية والعنيدة حتى أنه أحدث شرخ بيني وبين كثير من أصدقائي في الصغر ذلك أنه لم يمر يوم دون أن يأتي أحدهما للشكوى لوالدى ووالدتي بأني نلت من أبنهم وبعد صراع ومد وشدب وكثر الشاكي هاجر بي والدي من الريف إلى المدينة لأعيش في اجواء بعيدا عن تلك المشاكل المتكررة
الشيئ الوحيد الذي تقاسمته مع أصحاب الصغر هو فقط الجامع الذي كنا ندرس فيه الحلقات القرانية لكن غير ذلك محرما عليا كوني مؤتمريا حتى إعتكاف المساجد ذلك أن في أحد ليالي العشر الأواخر من رمضان تم استدعاء جميع فتيان القرية للإعتكاف حتى جمال وهو الذي كان بعيدا عن المساجد لكنه كان قريب من الحزب كون أخواله من قرية يتطلع الكثير لنيل رضاها حرصا على التقدم في التنظيم
وبعد أن عرفت بإستدعائهم للإعكتاف أخذت دجلة والدي وذهبت هنالك للإنخراط في الاعتكاف بالمسجد وأثناء وصولي بعد أن ذهبت للإذن من والدتي وصلت فتم إغلاق بوابة مكتبة المسجد المكان الذي يقيموا فيها بوجهي توجعت يومها ولم أستسلم بل ظليت في دعائم المسجد طمعا بأن يتم إستدعائي وظليت هنالك اقرأء القران ومن ثم أبكي هم كانوا يسمعوا ذلك وظنوا أني كنت أبكي تخشعا من القران كشخص اقترف ذنوبا فيما كان ذنبي لديهم إني لست إصلاحي وكنت أبكي قهرا وكمدا لماذا أغلق باب الإعتكاف بوجهي كجانب ديني بعيدا عن التنظيمات وبعد أن استكملت من قراءة الجزئين هممت للعودة للمنزل وخشيت أن تسألني والدتي لما عدت وأن أحكي لها الواقعة فتتألم فعاودت لقراءة بعض الكتب الموجودة في رف الجامع ومنها تفسير القران حتى غشيني النعاس فنمت في طرف المسجد بجوار النعش حتى بدأ الناس تتوافد لصلاة القيام فقمت للصلاة معهم وبعد إستكمال صلاة القيام ذهبت مع جدي للسحار في بيت جدي ونمت ليلتها هنالك حتى أستطاع بعض الأصحاب بإقناع المدرس بتواجدي معهم في اليوم الثاني تقريبا لكن الوجع ظل حبيس الذكريات
ليأتي بعدها العيد وظننت وبعض الظن إثم بأنه تم تقبلي معهم كما أنا واصبحت متقبلا لاتفاجئ بأنه تم تنظيم رحلة لعدن ولم أجد اسمي من ظمن الذين تم استبعادهم من الرحلة لعدن ليسافروا جل أصحابي للرحلة ولم يتبقى سوا انا ونساء وشيوبة القرية وكنت كلما اتذكر بأنهم في بحر عدن للسباحة اجبر بخاطري قليلا واذهب للسباحة في بركة الجامع
حدث بعد ذلك العام بأن قامت إنتخابات برلمانية وكنت في سن الحاديه أو ال2 عشر تقريبا وأستطعت من بين كل هؤلاء الشباب الحصول على بطاقة إنتخابية كون اللجنة كانت تقيم في منزلنا وكنت أصحبهم وكلما يريدوا يعطوا فلوس حين أذهب لهم بالاكل أو الشرب من المنزل أرفض ذلك وأطلب فقط بطاقة إنتخابية ليحق لي الترشح وحصلت عليها بعد إصرار ومتابعة وإخبروني بإن لا أعلم البقية حتى لا يطلبوا البقية مقارنتهم بي
ولأني خسرت معهم في معارك كل واحد يطفح الثاني كثيرا وكنت وحيدا كنت أود أن أفوز عليهم في هذه المعركة بأني حصلت على ما عجزوا على الحصول عليه واستطعت أن أخذ حيزا من الظهور بأن لي صوت ليجد المؤتمر صوتا في مركز تستخوذ أصوات الاصلاح على معظم المقاعد
هذا واقع وماضي عشته وذكريات سردتها لمن قد يتسائل البعض وما الجدوى من توقيت كهذا وحتى لا تملوا من إطالة الحديث سأنشر لكم الجزء الثاني بعد نفاذ الجزء المهم من الطفوله التي عشتها وذلك من في منشور قادم

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version