مقالات رأي

مرآة تعكس هشاشة قيادة الشرعية

عبدالغني محمد

ليس لدي اي ميول نحو أي طرف من أطراف النزاع داخل شبوة ولا أدرك حقيقة من الأخبار التي أتابعها حول شبوة سوى أن ما يجري مجرد نزاع حول آبار النفط ومنشأة بلحاف ولا أعتقد أن أي طرف منهم يهمه أمر الوطن والله أعلم.

المؤلم جدا أن التحشدات والأحداث تجري في ظل غياب تام لدور الدولة في ظل حرب إعلامية تسببت في إيقاف عجلة الاصطفاف الوطني الذي كان بدأ قبل نحو شهر.

من يدير مسلسل الانقسام سيقول البعض الامارات وسيقول البعض الآخر غيرها وأنا أقول أن ما يجري يعتبر دعم للحوثي مهما كانت الدوافع والنوايا وأن غياب دور القيادة هو السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث في اليمن.

السؤال الكبير هنا أين دور القيادة السياسية مما يجري في اليمن سواء شبوة أو غير شبوة.

اليوم سمعت في بعض القنوات أن الرئيس عبدربه منصور هادي اتصل بمحافظ شبوة لم أقرأ بقية الخبر ولم أحاول معرفة ما جرى في الاتصال لأن الاحداث التي وقعت خلال حكم الرجل علمتنا أن الاتصالات التي كان يجريها الرجل قبل كل كارثة تعجل بحدوث الكارثة لا اكثر.

هذا لا يكفي ما يجب على القائد في مثل هذه الحالات أن يكلف لجنة رئاسية برئاسة نائب رئيس الجمهورية بالنزول إلى المحافظة والاستماع للجميع ومعرفة حقيقة ما يجري ثم رفع تقرير إلى الرئيس بالمشكلة كامل مع الحلول المقترحة والرئيس يقرر ثم بعد ذلك يلزم الجميع بالتوحد هذا إذا كان هناك ما يمنعه من الذهاب إلى تلك المحافظة بنفسه والاجتماع مع كل الأطراف وجمعهم في طاولة واحدة والاستماع لمشاكلهم.

هذا التعامل مع القضايا يجب أن يكون في جميع مشاكل الوطن من أصغر مشكلة إلى أكبر مشكلة.

أحداث كبرى تحدث في هذا الوطن تكون القيادة آخر المتحدثين بل والأمر من ذلك أنه يصح فيها قول المثل صمت دهرا ونطق كفرا أما على مستوى الفعل فهناك الغياب التام.

انهيار جنوني لعملة البلاد خصوصا في المناطق الشرعية وقيادة الشرعية لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

سيقول قائل الرئيس ليس له قرار وعليه قيود ولا يستطيع التحرك الخ اقول هذا غير صحيح بل الصحيح.

أولا الرئيس ليس له قلب ولا ضمير ولا احساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه بل لا يعي ما هو واجب رئيس الجمهورية.

ثانيا الرئيس إلى جانب أنه ضعيف شخصية وليس لديه رغبة في البحث والاطلاع فهو محاط بشبكة من المستشارين والسياسيين تعمل على قلب الكثير من الحقائق لديه وتبرير الانتكاسات وصنع مخاوف وهمية أو تضخيم المخاوف التي يمكن تجاوزها بسهولة ثم إن هذه البطانة لا تشير عليه بأي قرار لصالح الوطن وإذا أشار عليه شخص بقرار عارضه آخرون ثم إن البلاد لا تحتاج فقط لقرارات البلاد تحتاج إلى متابعة تنفيذ القرارات ومتابعة عمل الوزارات وتقيم أداء المؤسسات وحلحلة مشاكل الناس.

ثالثاً بقاء الرئيس خارج البلاد كارثة بحد ذاته فمن المستحيل الشعور بمشاكل الناس وآلامهم وتلمس احتياجاتهم وأنت خارج البلاد.

رابعا بطانة الرئيس وحتى نائب الرئيس غالبيتهم إن لم يكونوا كلهم إما فسادين من الدرجة الأولى ويعبثون بأموال الشعب وبقاء اليمن في هذه الحالة هو الضمان الوحيد لاستمرار فسادهم.

القسم الثاني من هذه البطانة يعملون ضمن أجندات استخبارات دول أجنبية وإقليمية تريد استمرار الصراع في اليمن بل بعضهم يعمل لصالح الحوثي نفسه.

بإمكان المطلعين إضافة (خامسا،، وعاشرا).

لا ننكر أن هناك ضغوطات سواء من بعض دول التحالف أو من غيرها لكن القائد الحقيقي هو الذي يجيد التعامل مع هذه الضغوطات والالتفاف عليها والبحث عن أوراق تمكنه من أن يفعل ما يريد دون أن يتمكن اصحاب الضغوط من مرادهم وهنا تبرز قدرته على إدارة البلاد والحفاظ على مصالح الشعب من عدمها.

لذلك أعتقد أن ما نحتاج إليه اليوم في اليمن هو قائد جديد لكن كيف يمكننا نقل السلطة والبلاد في هذه الحالة من التصدع والوهن وكثرة الأطماع الإقليمية والغربية إلخ هذا ما يجب على السياسيين والعسكريين وغيرهم دراسته بشكل جاد ومناقشة الحلول المناسبة ثم السعي الجاد بالتعاون مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل الخروج باليمن إلى بر الأمان. والله الموفق.

تعليقات الفيس بوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى