الشيخ البركاني.. وقوف واثق وصادق على ناصية الحقيقة

عبدالملك الصوفي

يُعزينا في هذا المقام أن أفعال وكتابات وتصريحات وضجيج أولائك النفر بإسقاطهم رؤى وتوجهات مختزلة تحت نظرية المؤامرة وجلد الذات، من خلال إطلاق حملات إعلامية رخصية تجاه كلمة رئيس البرلمان “الشيخ سلطان البركاني” .. الرجل الذي تحدث عن عمق ودلالات خطورة رفع إدارة بايدن الأمريكية، الحوثيين من قائمة الإرهاب التي أضاعت الحدود بين مفهوم استعادة الدولة الشرعية ومفهوم تمكين المليشيات الحوثية.

فالابتزاز والانتهازية صفتان متلازمتان لمن يحاولون الصيد في الماء العكر وبينهما لا يوجد أحدٌ سوى انتقاد كلمة رئيس البرلمان الشيخ سلطان البركاني، الرجل الذي تحدث عن أهم النقاط المحورية المستجدة في الساحة اليمنية، ووقف على ناصية الحقيقة مخاطبًا العالم من رحم معاناة اليمنيين بكل تلقائية ووضوح، وهو يتطرق لضرورة تنفيذ اتفاق الرياض وإحلال السلام العادل وأهمية الموقع الإستراتيجي لليمن، لكن ثمة أمر محبط للغاية لاسيما وأنت تشاهد أبواقًا إعلامية لا تجيد سوى فن الانتقاد والتجريح وتظليل الرأي العام عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

يسافرون من الكذبِ إلى الكذب ومن النفاق إلى النفاق ومن دمار الوطن إلى فنادق لندن والدوحة ومن بقايا أمنية يحاول البركاني إيقاظها في مقابلة تلفزيونية إلى أشباح ذكرى .. هكذا يتصورن بناء المستقبل ويظهرون على منابر الإعلام لجلد من يدفع لهم مسبقًا، وكعادتهم يحاذون أصحاب المصالح الضيقة ويرمون صكوك الوطنية الكاذبة في الشاشات والعواطف المصطنعة كما يرمون لغةً عربيةً أضاعتْ أسماءها وأفعالها وضمائرها ولم تعد صالحة إلا لكتابة الطقاطيق وعزاء ماتبقى من الوطن.

ومهما كانت الحيرة اليوم أمام هذا الواقع متأرجحة بين النصف الفارغ من الأخلاق والنصف الملآن بالوضوح والوطنية والاخلاص التي ظهر بها البركاني مخاطباً العالم بكل شجاعة ومسؤولية رغم الصمت المخيم على المشهد اليمني وتوسيع نفوذ المليشيات الحوثية ، إذن نحن اليوم كمواطنون نطالب من مطربي هذا الوطن الأبواق الدخيلة على الاعلام أن يخرجونا من بطن آله التسجيل الكاذبة ..ليفكوا أسرنا فك الله أسرهم ..أن ينقذونا ولو على سبيل الخطأ من حفلات التمثيل خاصة أنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة دون أن يصدروا صوتاً رخيصاً ..فهم يخطبون في الميادين العامة ..يخطبون في صحوهم وفِي نومهم . فمن المفارقات العجيبة لحياتنا الانتقالية أنَّهُ كلَّما تطوَّرَ الكلام الإجرائيُّ في تفاصيل “عملية السلام ومواجهة الحوثي” تدهور مستوى الأسئلةِ الكُبرى والأسئلةِ الصُغرى وتعمق الإحساس بالإنتقام وتصفية الحسابات وضاقت بِنَا أرضنا بين أقفاص المليشيات الحوثية.

ونحن هنا على ناصية الحق ندعوا كل الإعلاميين وقادة الرأي العام والمواطنين اليمنيين أن يكون لهم دور إيجابي في وضع رؤى وطنية تحرك المياة الراكدة لمختلف المؤسسات الحكومية، وتضع حداً نهائياً لتكرار لغة الشتم والانتقاد وإسقاط الأراء الخبيثة المرتبطة بالتبعية المبتذلة، تجاه أي خطاب لأي مسؤول سوى كان البركاني أو غيره ، لا لشيء بل لمواصلة السير الشاق إلى أرض السلام الموعود.

مقالات للكاتب

تعليقات الفيس بوك
Exit mobile version