تتفق القيادات السياسية والحزبية والحقوقية في محافظة شبوة، على الأهمية التاريخية لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشامخة في العام 1963 ضد إمبراطورية استعمارية كانت الشمس لا تغيب عنها .
وفي حديثها لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 اكتوبر الخالدة، أكدت تلك القيادات أن هذه الثورة التي اندلعت بعد عام واحد من نجاح ثورة 26 سبتمبر في تخليص الشطر الشمالي من الجهل والعبودية والتخلف، مثلت محطة تحول ومصدر الهام للعمل الوطني وتجسيد لقيم الحرية والإرادة الصلبة الرافضة للاستعمار ورفض للاستعمار..منوهين إلى أن هذه الثورة نجحت في منع مشروع تقسيم جنوب الوطن إلى 23 سلطنة ومشيخة ونجحت في تحريره وتخليصه من براثن الاستعمار ومشاريعه التامرية .
أهداف شاملة وميلاد جديد
يشير وكيل محافظة شبوة الدكتور عبدالقوي لمروق، إلى أنه عندما قامت ثورة ١٤ اكتوبر رسم ثوارها أهدافاً لهم وهذه الأهداف شملت كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وأصبحت منجزات على الأرض ويلتمسها اليمني وينعم بها.
واوضح لمروق، أن هذا الثورة مثلت ميلاداً جديداً منيراً لأبناء الوطن، واخرجتهم إلى عهد الحرية والنور والتعليم والازدهار والتقدم وبناء الإنسان معرفياً وثقافيا..لافتاً إلى أن أهميتها التاريخية في حياة اليمنيين تكمن في انها انتجت دولة بهوية موحدة واستطاعت توحيد ما يزيد عن ٢٣ سلطنة وامارة ومشيخة واحدثت نقطة تحول في جنوب اليمن بشكل خاص واليمن والعالم بشكل عام.
ويرى الوكيل لمروق، أن نجاح اي ثورة يكمن في وعي وحماس وصدق ثوارها وقادتها..موضحاً أن ثوار 14 اكتوبر كانوا قد شاركوا مسبقاً في ثورة 26 سبتمبر وبعد التحرير عادوا إلى جنوب اليمن وهم يحملون مشاعل التحرير وحماس الثائر وصدق المقاتل والخبرة والتجربة التي تعلموها من الثورة الام ثورة ٢٦ سبتمبر حيث اكتسبوا الوعي الثوري والعلوم العسكرية من ميدان الواقع لذلك تحقق النصر.
وقال “ثورة 14 اكتوبر صنع مجدها الثوار الاحرار وذلك بما قدموا من تضحيات بالأرواح والدماء الطاهرة الزكية واستطاعوا بعزمهم وتلاحمهم وبايمانهم الصادق وارادتهم الصلبة ان يتغلبوا على أكبر امبراطورية استعمارية برغم امكاناتهم المحدودة والمتواضعة”.
وأشار إلى ان ثورة 14 تختلف عن غيرها كون ثوارها سلكوا كل الطرق السلمية ممثلة بالمظاهرات والاعتصامات والمفاوضات الدبلوماسية، والقوة بالكفاح المسلح والعمليات الفدائية.. معتبراً تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر عام 1967 ثمرة هذا النضال الذي لم يكن سهلاً بسبب بطش المستعمر وما كان ليتحقق لولا صلابة الثوار وارادتهم وعزيمتهم التي لا تقهر.
مصدر إلهام وامتداد للنضال الوطني
المحامي ناصر القفان، أكد أن ثورة 14 اكتوبر كانت نقطة انطلاق للانعتاق من العبودية والتحرر من الاستعمار البغيض، واصبحت مصدر الهام لليمنيين للعمل الوطني وتجسيد لقيم الحرية ورفض للاستعمار بكافة اشكاله وصوره..لافتاً إلى هذا هو سبب تحرك مفجر الثورة راجح بن غالب لبوزة ورفاقه وقيادات التحرر لانهاء الاستعمار البريطاني من قمم جبال ردفان الابية.
وقال “ان ثورة 14 اكتوبر هي امتداد لثورة 26 سبتمبر التي فجرها الاحرار في شمال اليمن ضد الحكم الامامي”.. لافتاً إلى أنه كان للتنسيق بين الثوار في صنعاء والمقاومين في عدن الدور الكبير في نجاح ثورتي سبتمبر واكتوبر .
واضاف القفان “لقد جاءت ثورة 14 اكتوبر امتداداً لتاريخ من النضال الوطني المشترك، تضافرت فيه الروح اليمنية الأبية الواحدة في الشمال والجنوب لتشكل صورة مكتملة لمرحلة من النضال والكفاح المسلح للحرية والاستقلال والتطلع للمستقبل”.. مشدداً على أهمية حماية المكتسبات التي حققتها ثورتي سبتمبر واكتوبر الخالدتين من التعددية السياسية ووحدة الارض والتراب .
تعانق الثورة اليمنية
بدوره اكد القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بشبوة خالد الحفري، أن تعانق ثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ اكتوبر كان واضح في أكثر من مجال وأكثر من حادثة..مستعرضاً تعريفاً للثورة بأنها التغيير الجذري الشامل، ونقل المجتمع من حالة الضعف والظلم والتسلط الاستعماري ومن
حالة فقدان الحريات العامة إلى حالة النهوض والتقدم وتعزيز الحريات ونشر العدالة والسلم الاجتماعي لكل أفراد المجتمع ومحاربة الآفات الثلاث (الفقر والجهل والمرض).
وقال” ان الثورات تطور فعلها النضالي بحسب قدرات الثوار و الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية وحسب التطور الثقافي والفكري في المجتمع، وتنتقل من النضال السلمي والثقافي والإعلامي والتظاهر والإضراب والانتفاضات الشعبية وصولاً إلى الكفاح المسلح الذي يعتبر ارقي واعلي أشكال النضال الثوري”.
وأكد أن هذه الأشكال النضالية مرت بها جميعاً الثورة اليمنية وهي أكثر وضوحاً في النضال ضد الاستعمار في الجنوب..لافتاً إلى أن عزيمة الثوار والثورة كانت بمنطق الحق والأهداف السامية اقوى من الإمامة بجيشها والاستعمار بقوته العالمية القاهرة.