قال المبعوث: “على الرغم من انتهاء الهدنة، لا يزال اليمن وشعبه يستفيدون من أطول فترة هدوء نسبي منذ بداية النزاع”، مشيرًا إلى أن الهدنة أسهمت في خفض الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال من قتل وتشويه وتجنيد في التشكيلات المسلحة بنسبة 40 %. وأشار المبعوث الأممي غروندبرغ أيضًا إلى استمرار فوائد أخرى مثل التدفق المستمر للوقود عبر موانئ الحديدة، وتواصل تسيير الرحلات بين #صنعاء و #عمان. كما سلط الضوء على تسيير أول رحلات تجارية بين #السعودية و #صنعاء لأول مرة منذ سبع سنوات لنقل الحجاج.
وأكد المبعوث الأممي غروندبرغ أن فترة الهدوء النسبي فتحت المجال أمام نقاشات جادة مع الفاعلين اليمنيين وشدد على الحاجة إلى تحقيق انفراجة حقيقة في المحادثات من أجل إنهاء الحرب بشكل مستدام.
وأكد أنه على الرغم من الانخفاض الملحوظ في القتال منذ بدء الهدنة، “إلا أن الجبهات لم تصمت بعد”، إذ أشار إلى وقوع اشتباكات مسلحة في الضالع وتعز والحديدة ومأرب وشبوة، وأعرب عن قلقه إزاء تقارير عن تحركات للقوات، بما في ذلك بالقرب من #مأرب، وعن استعراض عسكري في إب مؤخرًا، بالإضافة إلى التهديدات العلنية بالعودة إلى القتال على نطاق واسع.
كما ذكر المبعوث الأممي أن الطرفين يواصلان القتال على الجبهة الاقتصادي، وقال: ” أصبح الصراع للسيطرة على الموانئ المدرّة للإيرادات والطرق التجارية والقطاع المصرفي والعملة والثروات الطبيعية جزءً لا يتجزأ من النِّزاع السياسي والعسكري… وكما هو الحال دائمًا، فالمواطن اليمني هو من يدفع الثمن الأكبر للانقسامات الاقتصادية والتدهور في البلاد.”
وشدد على أن حرية التنقل لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا، وأشار إلى أن “إغلاق الطرق نتيجة النزاع يجبر آلاف اليمنيين في كل يوم على اتخاذ طرق غير آمنة، كما يرفع أيضًا من تكلفة نقل السلع بنسبة تفوق المائة بالمائة”. وعلى وجه الخصوص، أشار إلى أن القيود المفروضة على حرية تنقل النساء والفتيات أصبحت أكثر وضوحًا خلال النزاع.
وقال: ” تحد هذه القيود من حرية النساء في تلبية احتياجاتهن الأساسية، ومن الانخراط في الفرص الاقتصادية، والمشاركة السياسية والمشاركة في جهود صنع السلام.”
كما دعا المبعوث الأممي غروندبرغ جميع الأطراف الى” اتخاذ المزيد من الخطوات الجريئة نحو سلام مستدام وعادل. وهذا يعني التوصل إلى نهاية للنزاع تعد بحكم وطني ومحلي خاضع للمساءلة، وبالعدالة الاقتصادية والبيئية، وضمانات الحق في مواطنة متساوية لجميع اليمنيين”
ومن أجل تحقيق ذلك ، أكد المبعوث الخاص غروندبرج على ثلاثة عناصر رئيسية:
“أولاً،على الأطراف التوقف عن الاستفزازات العسكرية فورًا والاتفاق على وقف شامل ومستدام لإطلاق النَّار على مستوى البلاد والاستعداد له…
ثانيًا، يتعين على الأطراف خفض التصعيد الاقتصادي فورًا ومعالجة الأولويات الاقتصادية ذات المديين القصير والبعيد…(و) تعزيز الروابط الاقتصادية وغيرها من الصلات بين اليمنيين في أجزاء مختلفة من البلاد… ثالثًا، على الأطراف إحراز تقدم بشأن الاتفاق على مسار واضح لاستئناف العملية السياسية بين اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة. يجب أن تبدأ هذه العملية بشكل عاجل من أجل تعزيز المكاسب التي تحققت منذ الهدنة ومنع المزيد من التشظي.”
كما شدد المبعوث الأممي غروندبرغ على أن العملية التي تضطلع فيها الأمم المتحدة بدور الوساطة سيقودها ويمتلكها اليمنييون، وستعكس وتشمل أولويات تعددية اليمنيين بما في ذلك النِّساء والرجال من جميع محافظات اليمن. كما أشار الى قدرات اليمنيات واليمنيين الغنية التي يمكن البناء عليها في أي مفاوضات سياسية قائلاً: “هناك تاريخ غني من الحوار والابتكار والتسوية في اليمن، بما في ذلك على المستوى الوطني. وعلى المستوى المحلي، يثبت اليمنيون كل يوم تضامنهم وقدرتهم على حل المشاكل، فيفتحون الطرق ويطلقون سراح المحتجزين ويتفاوضون على تسهيل القدرة على الوصول في خضم عوائق لا يستهان بها أمام الحركة.”