اكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الدكتور منصور علي بجاش، موقف الحكومة اليمنية الواضح في دعم أي خطوات تفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على المرجعيات المتفق عليها، والتي تلبي تطلعات الشعب اليمني، في العيش الكريم والمواطنة المتساوية، بعيداً عن العنف والحروب ودعاوي التمييز العنصري والحق الإلهي في الحكم ومحاولة الوصول الى الحكم بالقوة عن طريق المليشيات المسلحة.
كما جدد وكيل وزارة الخارجية في كلمة بلادنا التي القاها، اليوم، في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقد في العاصمة الاذربيجانية باكو، دعم الحكومة للمساعي الحثيثة التي يقودها الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان لتجديد الهدنة التي التزمت الحكومة باستمرارها من طرف واحد بكافة بنودها سواء ما يتعلق بإيقاف التصعيد العسكري في كافة الجبهات، أو إعادة فتح مطار صنعاء وتسهيل دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، حرصاً على انهاء معاناة الشعب اليمني وتفويت أي فرصة للمليشيات الحوثية المدعومة من ايران في العودة الى التصعيد الشامل.
وقال “بدلاً من ابداء حسن النوايا تجاه المبادرات الحكومية، تواصل تلك المليشيات حربها الاقتصادية على الحكومة من خلال منع وصول السفن والناقلات التجارية الى موانئ تصدير النفط، سعياً منها للقضاء على المكاسب المحققة في المحافظات المحررة بما في ذلك انتظام دفع رواتب الموظفين، واعاقة فرص توسيعها لتشمل الموظفين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات”.
وأضاف “ان تلك المليشيات استمرت في تهديداتها لدول الجوار، والسلم والامن الدوليين، بنشر مزيداً من الطائرات الإيرانية المسيرة، والألغام البحرية والقوارب المفخخة، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، وفوق ذلك تعمل في الوقت الراهن على حشد أكثر من مليون طفل الى معسكرات صيفية تعبوية متطرفة، من شأنها تدمير نسيجنا الاجتماعي، وقيم التعايش التي انتهجها الشعب اليمني على مر التاريخ، ولازالت المليشيات ترفض رفع الحصار الجائر عن مدينة تعز ثالث مدن اليمن الكبرى التي يتجرع الملايين من مواطنيها مرارة الحصار منذ ثمان سنوات”.
واكد الوكيل بجاش، أن عدم التزام المليشيا الحوثية بتنفيذ كامل بنود الهدنة واستمرار حربها الاقتصادية على الشعب اليمني يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه المليشيات، وموقفها الرافض للسلام، وينذر بتدهور الوضع الانساني ويعقد من إمكانية الحل السلمي للأزمة في اليمن.
وثمن دور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الرامي إلى انهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الثوابت الوطنية وعلى رأسها أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية..مشيداً بدعم الدول المانحة التي تساهم بتقديم المساعدات الانسانية ودعم العمل الاغاثي في اليمن للتخفيف من الازمة الانسانية التي تسببت بها الحرب العبثية التي شنتها المليشيات الحوثية.
كما تطرق الى الوضع في السودان وقال “انه لمن المؤسف أن تستمر دوامة العنف في السودان الشقيق”..مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية وكافة الجهود الاقليمية والدولية الهادفة الى انهاء النزاع بين الاشقاء في السودان بما يحفظ الدم السوداني ويعيد لهذا البلد الوفي مع شعبنا، الاستقرار، والسلام، والتنمية”.
وفي الشأن الفلسطيني، جدد وكيل وزارة الخارجية موقف بلادنا الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف وكفاحه حتى تحقيق كامل تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، على أساس خطوط 4 حزيران 1967، وبما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ودعم حق دولة فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة..معبراً عن ادانة العدوان المستمر لقوات الاحتلال الإسرائيلي واقتحامها لمدينة جنين، وكذلك القرار الأخير لحكومة الكيان الإسرائيلي توسيع البناء في المستوطنات بالضفة الغربية لما تشكلُه من خرق صارخ للقانون الدولي وعائقاً مركزيا أمام حل الدولتين ومحركا رئيسا لتصعيد التوتر والعنف.
هذا وأكد وزراء الخارجية في الوثيقة الختامية للمؤتمر على دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي.. مثمنين التزام المجتمع الدولي بوحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن..مشيدين بالجهود الدولية والاقليمية لاستئناف العملية السياسية وتحقيق السلام وفقا للمرجعيات الثلاث المعتمدة.