المجلس الرئاسي بقيادة الرئيس العليمي ومعركة استعادة الدولة “تقرير”
تقرير خاص: نسيم البعيثي
أعلن الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، يوم الخميس 7 أبريل 2022 في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، تشكيل مجلس قيادة رئاسي في البلاد، يُسلّم بموجبه صلاحياته، وصلاحيات نائبه للمجلس الذي ترأسه فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ويتكون من 7 أعضاء ينتمون لعدة مكونات بينها حزب المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي في تحول يعد الأكثر تأثيراً في الإجراءات الداخلية في الجبهة المعادية للحوثيين منذ بداية الحرب المستمرة منذ ثمانية أعوام.
تضمن إعلان تشكيل المجلس الإعلان ايضاً عن هيئة التشاور والمصالحة الوطنية المكونة من 50 شخصية من مختلف القوى والمكونات اليمنية، لدعم مجلس القيادة الرئاسي وتوحيد جميع القوى الوطنية بما يعزز جهود مجلس القيادة الرئاسي وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الحرب والاقتتال بين كافة القوى اليمنية بما فيها ميلشيا الحوثي.
وقد أعلن أيضا عن تشكيل فريق قانوني لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس الرئاسة، تكون من 10 أشخاص، و أعلن عن تشكيل فريق اقتصادي لدعم الإصلاحات الحكومية مكون من 15 شخصاً.
تأدية اليمين الدستورية
وعقب تشكيل المجلس أدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس اليمين الدستورية، في العاصمة المؤقتة عدن يوم الثلاثاء الموافق 19 /2/2022م أمام مجلس النواب وبحضور رؤساء وأعضاء مجالس الوزراء والشورى والقضاء الأعلى، واللجنة العليا للانتخابات، ولجنة الشؤون العسكرية ،وحضر أداء اليمين الدستورية، عدداً من سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسفراء الاتحاد الأوروبي، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج، ومبعوث الولايات المتحدة الامريكية إلى اليمن ليندركينج، وممثلو القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني اليمني وعدداً من الشخصيات الإجتماعية والوجاهات القبيلية.
الرئيس يعلن خطة عمله
وبعد تأديته لليمين الدستورية عقد مجلس القيادة الرئاسي في العاصمة المؤقتة أجتماعه الأول برئاسة رئيس المجلس الدكتور رشاد محمد العليمي ،استعرض خلاله المحددات العامة لخطة عمل المجلس للفترة القادمة، وآليات ترجمة المسؤوليات المناطة به- وفق قرار التشكيل- الى خطط عملية تنفيذية ،وحدد الرئيس العليمي عدداً من الأولويات، مشدداً على التزام مجلس القيادة بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة .
وبالأعتماد على الإجماع المحلي للقوى والمكونات السياسية والمجتمعية في إطار وحدة الصف الوطني لاستكمال استعادة الدولة وتخفيف معاناة اليمنيين ،
أولى مجلس القيادة برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي أهتماماً كبيراً بملف الأقتصاد وتخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين، ويُعتبر الملف الاقتصادي أولوية وطنية قصوى ويأتي في سلم أولويات الفترة القادمة بحسب الرئيس العليمي، الذي أشار خلال اجتماعه الأول إلى أهمية تكامل الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة وتعاونها في هذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع للنهوض بالوضع المعيشي للمواطن اليمني على كافة الاصعدة والمستويات.
الرئيس العليمي :التحديات كبيرة، لكن تحقيق النجاح ليس مستحيلاً
يدرك الرئيس العليمي حجم التحديات الكبيرة التي تواجهه شخصياً وتواجه مجلس القيادة ككل، لكنه يدرك جيداً إن تحقيق النجاح ليس مستحيلاً فقد عبر عن ذلك من خلال عزمه على العمل الدؤوب ووضعه لبرنامج عمل قائم على تكامل الجهود الوطنية ووحدة الصف وترجمة لمخرجات التوافق الوطني الشامل وانهاء مرحلة جديدة من العمل نحو رفع معاناة اليمنيين الذين تحملوا طويلاً أعباء الحياة نتيجة لإنقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
إنهاء الحرب وإحلال السلام
وعد الرئيس رشاد العليمي في أول خطاب رسمي له منذ توليه رئاسة المجلس، بانهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ سبع سنوات من خلال عملية سلام شاملة وعادلة.
وقال العليمي في خطابه الأول : إن “مجلس القيادة يعد الشعب بإنهاء الحرب وتحقيق السلام من خلال عملية سلام شامل تضمن للشعب اليمني كافة تطلعاته”، داعيا إلى تجاوز الخلافات للخروج من الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد جراء انقلاب الميلشيات الحوثية الإنقلابية على الدولة ومؤسساتها المختلفة .
مؤكدا أن مجلس القيادة الرئاسي يده ممدودة للسلام العادل والشامل وفي ذات الوقت لن يتوانى عن الدفاع على أمن اليمن وشعبها وهزيمة أي مشاريع دخيلة تستهدف هويته العروبية، وتحويله إلى شوكة في خاصرة المنطقة والخليج خدمة لأجندة ومشروع ايران.
وقال: “ندرك تماماً حجم التعقيدات التي تواجهنا ولكن لدينا من العزيمة ما قد يعيننا على تفكيك الألغام المزروعة في طريقنا، في الوقت الذي نثق فيه بتعاون الجميع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لتنفيذ مهامنا الوطنية وفي المقدمة استكمال استعادة الدولة وتخفيف معاناة المواطنين المعيشية”
وأوضح الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي أن الوضع القادم استثنائي وعلى الجميع تحمل المسؤولية، وأن يكونوا عند مستوى التحديات ” وان التحديات كبيرة، لكن تحقيق النجاح ليس مستحيلا وهذا الالتفاف السياسي والحزبي والمجتمعي حول تشكيل مجلس القيادة يضعنا جميعا أمام مسؤولية جسيمة لن نتهرب منها تحت أي اعتبارات ولا طريق أمامنا غير النجاح فقط
زيارة العليمي الى السعودية والإمارت وضعت خارطة اليمن ؟
أجرى الرئيس العليمي خلال جولته الخارجية الأولى، مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين في المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما أجرى مباحثات مع ولي عهد أبوظبي وقتها، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،تناولت المباحثات، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين اليمن والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وُسبل دعم التحديات الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية التي تواجهها بلادنا جراء الحرب التي فجرتها المليشيات الحوثية الإنقلابية.
العليمي يزور الكويت ومصر والبحرين وقطر بحثا عن دعم اقتصادي
ناقش الرئيس العليمي في جولته الخارجية الثانية التي شملت كلاً من” الكويت ومصر والبحرين وقطر” استعادة مسار علاقات اليمن مع محيطه الإقليمي، وسبل التعاون المشترك، والتنسيق بخصوص عدد من القضايا التي تربط اليمن بالدول الإقليمية، وإمكانية تقديم دعم مالي لتحقيق التعافي الاقتصادي واستقرار العملة المحلية بشكل عاجل.
برنامج رئاسي واضح
عندما يعمل الحاكم بصدق وإخلاص للوطن أولاً لا للذات تتلاشى العقبات التي يعود سببها إلى الفساد وسوء الإدارة ويصبح من الممكن بل من المؤكد مواجهة التحديات الناجمة عن الحرب وعندها يظهر المقصر والفاسد ناتئاً شاذاً لايستطيع أن يلقي بأسباب تقصيره وفساده على الظروف السائدة.
إن مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس العليمي يتحمل مسؤولية وطنية في ظروف غير عادية تمر بها اليمن والعرب بمجمله نتيجة صراعات دولية جوهرها محاولة إيران هيمنتها على العرب بأي ثمن،هذا الصراع في اليمن أفرز انقلاب وسيطرة مليشيا الحوثي على الدولة اليمنية ومؤسساتها.. كذراع من أذرع عدة تعمل لتنفيذ مصالح إيران على حساب مصالح الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب اليمني.
يخوض الرئيس العليمي من العاصمة المؤقتة عدن من معسكر المعاشيق على وجه الخصوص حرب مصيرية لاستعادة مؤسسات الدولة والجمهورية وفق أهداف واضحة المعالم في قيادة الحرب أهمها إنهاء الانقلاب ،ويعمل الرئيس بشكل دؤوب من اجل معالجة إنحراف مسار الأهداف، التي نتج عن الانحراف صراع انعكس بشكل مباشر على وضع المعركة المصيرية التي يخوضها اليمنيين عموماً وبشكل خاص وضع الشرعية اليمنية .
واجبنا كيمنيين
خلاصة القول..علينا جميعاً ان ندرك حجم المخاطر والتحديات التي تواجه مجلس القيادة وتواجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الوضع الراهن ،ان مكاشفة الرئيس لنا كيمنيين بكل التحديات التي تواجه المجلس ،يجب ان يقابلها مسؤوليتنا التاريخية تجاه الوطن وهو الوقوف صفاً واحداً صلباً وقوياً متماسكا من اجل استعادة مؤسسات الدولة وأنهاء الانقلاب والأطماع الإيرانية في البلاد.
رسالة لمجلس القيادة
رغم كل الظروف والتحديات والأخطار أمامكم مسؤولية غير عادية تجاه الشعب اليمني الذي وضع كل ثقته و آماله وطموحاته بالحياة والعيش الكريم بين أيديكم وقد عبر عن ذلك من خلال الموقف الواضح والصادق تجاه رفضه المستمر ومقاومته المتواصلة للإنقلاب الحوثي الرجعي منذ ساعاته الأولى، وهاهو اليوم متعطشاً أكثر من أي وقتاً مضى لعودة الدولة اليمنية وبسط سيادة القانون فوق كل شبر من أراضيها وهو ما يتناسب مع جسامة التحديات والحرب المصيرية المفروضة على اليمنيين ككل بغض النظر عن انتمائاتهم وتوجهاتهم
ولعلكم تدركون يا فخامة الرئيس ومعكم كل أعضاء المجلس ان هذه المرة المرحلة مختلفة وبشكل كبير عن سابقاتها فهذه الاحداث والتطورات لم تكن مجرد احداثاً عادية فقد أتت وسط تجاذبات ميدانية وسياسية إقليمية ودولية كبيرة ،أتت وسط ظروف داخلية قاسية، وتطورات أقليمية كبيرة ولا خيار أمامكم سواء أستعادة الدولة اليمنية سلماً أو حرباً.