توصل الباحث عبدالله سالم باخريصة في بحثه المعنون بـ “التحري في الصحافة اليمنية وكيفية تعامل الصحفيين اليمنيين مع الأخبار الزائفة” إلى عدة نتائج، أهمها أن الصحفيين اليمنيين لديهم معرفة بمفهومي التحري في الوقائع Fact Checking والأخبار الزائفة Fake News، لكن لا توجد لديهم المعرفة الكافية بأدوات ومنصات التثّبت Verification والتحري في الوقائع، وأن منصات التواصل الاجتماعي كانت سببًا قويًا من أسباب انتشار الأخبار الزائفة Fake News في اليمن.
بالإضافة إلى أن عدم التثبت Verification في المعلومات من قبل الصحفيين ينتج عنه تكرارًا للخطأ ويساهم في نشر الأخبار الزائفة، وأن غياب أقسام التحري في الصحافة اليمنية يقابله عدم القيام بالمهمة الرقابية للصحافة، وقد نال به درجة الماجستير “بامتياز” من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، تحت إشراف أستاذ التعليم العالي بالمعهد الأستاذ الدكتور الصادق الحمامي.
ويُعد البحث الأول من نوعه على مستوى اليمن عامة يختص بالتحري في الصحافة اليمنية، حيث قُسّم إلى (6) فصول رئيسية، وكل فصل ضمّ (3) إلى (4) مباحث، تناولت الفصول الأولى من البحث الجوانب النظرية والمنهجية، ومجتمع الدراسة والعينة وآلية اختيارها، وقد تم تطبيق الدراسة على (120) صحفيًا وصحفية من مختلف المحافظات اليمنية بناء على آلية اختيارها، فيما اشتمل الفصلان الخامس والسادس على الجانب التطبيقي والتحليلي للدراسة.
واستخدم الباحث باخريصة الاستمارة الالكترونية كأداة رئيسية للبحث، توزعت على (4) محاور رئيسية (الأول عن الخصائص الجندرية والديموغرافية والأكاديمية للصحفيين، والثاني تمحور في المستوى المعرفي للصحفيين في اليمن عن التحري في الوقائع والأخبار الزائفة، والثالث عن التثبت باعتباره مرحلة من مراحل العمل الصحفي اليومي، فيما كان الرابع حول أقسام التحري والتثبت في الأخبار الزائفة وتصريحات السياسيين في المؤسسات الصحفية اليمنية)، جمع عبرها البيانات وعلى ضوئها أسند التحليل الذي خرج من خلاله بنتائج البحث، بعد أن وضع نظرية “حارس البوابة” نظرية رئيسية، لكونها النظرية الأنسب للدراسة.
وأفاد الباحث باخريصة، إلى أن بحثه يأتي في إطار التطرق إلى المواضيع الحديثة وربطها بالبيئة الصحفية اليمنية، خاصة وأن الساحة الصحفية اليمنية تعتبر من الساحات الخصبة للبحث العلمي والخروج بنتائج تفيد الصحفيين، وتعمل على تطوير مؤسسات الصحافة والميديا، كما أشار إلى أن البحث سيقوم بإصداره في كتاب في الأيام المقبلة. ويتابع بالقول: “موضوع البحث أخذ مني جهدًا كبيرًا خاصة وأن المراجع والبحوث اليمنية في هذا المجال شبه منعدمة، سوى بعض الأدلة التدريبية التي تم إعدادها من قبل بعض المدربين والمؤسسات التدريبية وهم يُشكرون على ذلك، إلا أن الأدلة لا يتم اعتمادها دراسات سابقة، لانتفاء صيغة البحث فيها”.
ووجه باخريصة شكره إلى المستشار الثقافي بسفارة بلادنا في تونس الدكتور أنيس ثابت عثمان، على حضوره المناقشة إلى جانب الزملاء، وكافة الصحفيين في كافة المحافظات الذين قدموا المساعدة خلال جمع بيانات الدراسة.